"
قال موسي : يا رب ، علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به .....
قال
: يا موسى ، قُل لا إله إلا الله .......
قال
: يا رب ، كل عبادك يقول هذا ........
قال
: قُل لا إله إلا الله .........
قال
: لا إله إلا أنت ... يا رب ، إنما أريد شيئاً تخصني به .
قال يا موسى ، لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري ، والأرضيين السـبع في كفة ، مالت بهن لا إله إلا الله
"رواه النسائي بن رحبان والحاكم وأبو نعيم ، والحكيم عن أبي سعيد (رضي الله عنهما)
يشترط فيمن يقول
: " لا إله إلا الله " أن يُقر بها باللسان ، ويعتقدها بالجنان [العقل] . أما النطق باللسان دون عقيدة في القلب فلا ينفع بالجنان .. ولا بد أن تنعاستغفر الله العقيدة على الجوارح والسلوك والأخلاق ،
وكلمة لا إله إلا الله تُشِعر العبد بالحرية المطلقة والقوة والعزة ومع استشعار المعني يترقي الإنسان في سمو كلمة التوحيد بكل ما فيها من رفعة فيشعر بأن الله تعالي فعال لما يًريد ، ولا يقع في مُلكه إلا ما يُريد ؛ فيرضي بكل ما يأتي به القضاء والقدر
وأحوال من قال
:- " لا إله إلا الله " مخلصاً من قلبه هي :-
1- أن لا يخاف في الله لومة لائم . 2- لا يبتغي الرزق إلا من عند الله
3- لا يتكل ولا يعتصم إلا بالله. 4- لا يفوض أمره إلا إلي الله.
وأن معرفة كل هذه الثمرات أي فضل لله تعالي علينا من كل الأبواب يستحق الشكر علي منتهُ علينا فنشعر بالاطمئنان ومن نعمهِ علينا أنه رسم لنا الطريق الذي يؤدى بنا إلي رضاه تعالي
ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم
:-" من أرضي الله في سخط الناس ، رضي الله عنه ، وأرضي عنه الناس .. ومن أسخط الله في رضيَ الناس سًخط الله عليه ، وأسخط عليه الناس"
والعبد لا يمكن له أن يذكر الله تعالي إلا إذا أذن له في ذلك
.... فإذا أُلهمت الذكر فهي نعمة من الله عليك وفي قوله تعالي:-
"
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا"الإسراء111
"وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً" لما أثبت تعالى لنفسه الكريمة الأسماء الحسنى نزه نفسه عن النقائض فقال: " وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك " بل هو الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد "ولم يكن له ولي من الذل" أي ليس بذليل فيحتاج إلى أن يكون له ولي أو وزير أو مشير, بل هو تعالى خالق الأشياء وحده لا شريك له, ومدبرها ومقدرها وحده لا شريك له. "وكبره تكبيراً" أي عظمه وأجله عما يقول الظالمون المعتدون علواً كبيراً
و
" قال النبي صلى الله عليه وسلم : من قرأ وقل الحمد لله الآية كتب الله له من الأجر مثل الأرض والجبال لأن الله تعالى يقول فيمن زعم أن له ولداً تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال " ، وجاء في الخبر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً شكا إليه بالدين بأن يقرأ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن إلى آخر السورة ثم يقول : توكلت على الحي الذي لا يموت ، ثلاث مرات " .
فبالخشوع في ذكر الله تعالي يدخلنا في أنوار الله تبارك وتعالي فأوحي الله تعالي إلي موسي
–عليه السلام :-
أن يا موسي إذا دعوتني فاجعل لسانك من وراء قلبك وكن عند ذكري خاشعاً مطمئناً وإذا قمت بين يدي فقم مقام الحقير الذليل وذم نفسك فهي أولي بالذم وناجني حين تناجني بقلب وجل ، ولسان صادق
.
وبقوله تعالي في ما شاء الله ولا قوة إلا بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله فهو الذي بيده الحول كله والقوة كلها فهذا استكمالاً لكلمة التوحيد التي يجب أن تكون في أعماق القلوب أي في كل أحوالنا كقوله تعالي
:-
"
وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ"الكهف39
فيه مسألتان
:
الأولى
: قوله تعالى : " لولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله "أي ،وهو توبيخ ووصية من المؤمن للكافر ورد عليه ،
أي الأمر مشيئة الله تعالى . وقيل : أي ما شاء الله كان ، وما لا يشاء لا يكون . " لا قوة إلا بالله " أي ما اجتمع لك من المال فهو بقدرة الله تعالى وقوته لا بقدرتك وقوتك ، ولو شاء لنزع البركة منه فلم يجتمع .
الثانية
: ينبغي لكل من دخل منزله أن يقول هذا .
وروي
"أنه من دخل منزله أو خرج منه فقال : باسم ما شاء الله لا قوة إلا بالله تنافرت عنه الشياطين من بين يديه وأنزل الله تعالى عليه البركات وقالت عائشة رضي الله تعالي عنها: إذا خرج الرجل من منزله فقال باسم الله قال الملك هديت ، وإذا قال : ما شاء الله قال الملك : كفيت ، وإذا قال : لا قوة إلا بالله قال الملك وقيت". خرجه الترمذي