بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد تكون يومية الأمس تعذر طرحها وذلك لظروف السفر ،، لكنني بحمد الله سأعوضها بخيرٍ منها
لكن ،، قبل كل شيء اسمحوا أن ( أُمسّي عليكم بالخير ) وأقول
مساء الطيبة والإحساس
مساءٌ يعطُرُ الأنفاس
أحبتنا الكرام ،، بينما أنا أقلب دفتر اليوميات أثناء السفر أحاول أن أنتقي منها العام وأترك ما فيها من خصوصيات
لفت انتباهي صفحة تقريباً (كانت فارغة) سوى سطرٍ واحد ،، لكنه
والله عن ألف كلمة وترجمته ربما تحتاج المجلدات ،،
هذا السطر هو :
من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله
/
\
/
.. في الحقيقة أن هذا قرأته ذات يوم في كتاب ،، فاقشعر جسدي !!!
لما فيه من الوعيد والخسران على من امتهن تعيير الناس و التشفي منهم وشتمهم
فكم واحدٌ باليوم نراه ونسمعه ( يقول فلان/فلانة سّكْير أو سكيرة ) ( فلان /كذاب أو كذابة ) ( فلان/فلانة صاحب علاقات )
أو يمشي في السوق ويقول ( أنظروا إلى هذا النصاب السارق لأموال الناس ووو ..
والحقيقة أننا نسمع وربما يتفوه بعضنا بأقبح من هذا ( وربما لا يدري ) لأنه اعتاد على هذا
ولا شك أحبتنا أن هذا منزلق خطير إذ أننا لسنا ( موكلين بالبشر ) وبخلق الله
ومن ثم من نحن حتى ننتقص الآخرين (فلو بحثنا وفتشنا عن أنفسنا ) لرأينا نتنها وخستها والله المستعان
إذن فكل إنسان موكل بعمله هو !! لا بذنوب الآخرين لكن عليه إن ينصح ويوجه بالتي هي أحسن وبالمعروف
فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ما أستطاع
وربنا يقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) المائدة
ومعنى عليكم أنفسكم : أي إلزموا أنفسكم واحفظوها من ملابسة المعاصي والإصرار على الذنوب
لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ : لا تتحسروا أيها المؤمنون على ما فيه الكفرة والفسقة من الضلال لأن المؤمنين كانوا يتحسرون على الكفرة ويتمنون إيمانهم ،،
والله أعلم ،،
(إذن أيها الأحبة لنطهر ألسنتنا من الخوض في أعراض الناس حتى لا نُبتلى بنفس بلواهم )
أحبتنا هذا ما كان موجوداً في اليوميات وهو السطر أعلاه فقط ،،
وقد قمت بالبحث عن صحته فمنهم من قال أنه حديث صحيح ومنهم من قال أنه موضوع
و لمن أراد الاستزادة فل يقرأ هذين السطرين :
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله قال أحمد من ذنب قد تاب منه
قال أبو عيسى هذا حديث غريب وليس إسناده بمتصل و خالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل وروي عن خالد بن معدان أنه أدرك سبعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومات معاذ بن جبل في خلافة عمر بن الخطاب و خالد بن معدان روى عن غير واحد من أصحاب معاذ عن معاذ غير حديث
لكننا هنا ،، أردنا أن نتبحر ونتبصر في معناه ونحذر من الخوض في أعراض الناس وإنتقاصهم مهما بلغت بنا العداوات
ومن المفترض أن يتعود الإنسان على التسامح فلا يضمر في نفسه شيئاً ولا يحقد على أخيه المسلم بل يسامحه و يدعوا الله له بالسداد والتوفيق والهداية ( ولنا تفصيل في يوم آخر في مفهموم التسامح إن سنحت لي الفرصة )
(وكل ماذكرته أعلاه .. هو مايترجح في فكري .. وهو
الذي آمنت به ... فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان)