بسم الله االرحمن الرحيم
تصفحت دفتر الأيام وبينما أنا أتجول بين صفحات ،، ذكرتني بالجمال ،، وذكرتني بكل جميل
وقع بصري في إحدى يومياتي التي كتبتها في تاريخ 10/8/1427
و كنت قد بعثتها لصديقٍ استشارني و اشتكى من ضمور العلاقة في ما بينه وبين زوجته فكتبت له التالي:
عزيزي من الطبيعي أن تعتري أي علاقة بشرية نشأت بين طبيعتين من البشر شيئاً من الفتور
لكنه لا يعني أبداً اهتزاز العلاقة أو تفكك الروابط الوثيقة بينهما
إذ أن لكل إنسان خارطة نفسية مغايره عن الآخر ،، تستحق منا جهداً حتى نصل لمرحلة الاندماج الفكري والعاطفي
والإحساسي
ولن يتم الاندماج إلا إذا كانت الحياةً قائمةً على التكافؤ واغتفار الزلات فهي بذلك تكون جديرةٌ بالبقاء
وهي بذلك تكون حياةً نموذجية قابلة للعطاء وقابلة للأخذ وقابلة للتحوير
ويجب أن تتنبه يا عزيزي إلى أنه بمجرد إحساسك بالفتور هو بحد ذاته مقياس لدرجة حبك لها
ودرجة حبها لك ،، لأنكما حين شعوركما بذلك ،، تحفزان الخلايا على التغيير والعودة إلى سالف العهد
فالحنين يحدونا دوماً للرجوع خطوة إلى الوراء لاستشعار لذة لحظة أو ساعة ما.
لكن أيها الحبيب دعني أسطر لك بعضاً من الأمور التي تساعدك في القضاء على هذا الفتور
بإذن الله تعالى :
أولاً : يجب عليكما دوماً تجديد عهد الحب والاستمرار في إرسال رسائل الحب والغرام استغفر اللهابق عهدكما
حتى وإن طرأت عليكما مشاكل تعكر الصفو لأنك يجب أن تعرف أن لدوام أي علاقة لا بد من التحلي بلذيذ الخصال
والتنازلات التي من شأنها أن تلطف الأجواء.
ثانياً : خلق جو من المرح والتأقلم على كل مرحلة حاضرة أو مستقبلية ،
إذ أن حياتكما في بداية الزواج كانت تستلزم السير على ( نمط معين )
وحياتكما أثناء الحمل بمولودكما الأول كانت سبباً في تغير هذا النمط
و استحداث نمط جديد أشبه ما يكون ( بالطوارئ) أي أنكما اضطررتما لتغيير النهج
وهذا (أشعركما أن العلاقة باتت فاترة ) والحقيقة عاستغفر الله ذلك ،،
إذ أن العجلة تدور فلا بد أنكما تتحركان معها ،،
كما أنه ( عندما ترزقا بالمولود ) ينبغي أيضاً التأقلم و استحداث نمط جديد ( يمتزج فيه الحب + متطلبات الحياة + رعاية المولود الجديد )
إذن عند كل مرحلة مستجدة ينبغي التأقلم والحرص أن يكون ( الـ ح ــ ب ) في أولوياتكم لأنكم بدأتم به لذا يجب أن ينال اهتمامكم
ولا تقول أننا أصبحنا في سن كبير و اجتزنا مراحل الحب ووو الخ
فهذا تفكير سلبي.
ثالثاً :عدم التركيز على دقائق الأمور أو القيام بدور الشرطي المحقق ومحاولة ترسيخ الصورة المرتسمة في ذهن أحدكما
والتي من خلالها يسعى إلى إثباتها .
مثلاً : الزوجة تقول أنك أصبحت لا تكن لها الحب كما كنت في السابق وأنت تقول ( يابنت الحلال تعوذي من إبليس )
لكنها في كل يوم تحاول أن تثبت لك صحة ما تقوله وذلك
( بقيامها بدور المحقق)
مثل - وينك – ليش تتأخر – أنت مللت مني – أنت تحب تجلس مع أمك أكثر من جلوسك معي
( أها هل عرفت أنك ما تحبني !!؟)
هذا مثال وخلاصة القول ( يجب ترك هذا و الامتناع عن التركيز في دقائق الأمور )
رابعاً : تجنب التقصي و البحث الدقيق في خصوصيات الآخر ،،
فمهما كانت العلاقات البشرية قوية ومتينة لابد أن يكون لأي طرف خصوصية ربما لا يحبذ أن يعلم بها الطرف الآخر
خامساً : الاحترام المتبادل ومحاولة اختيار الوقت المناسب لمناقشة القضايا الخاصة في الحياة والعلاقة
إذ أن المرأة يعتريها ما يعتريها من أمراض و أمور تتطلب منها الراحة ويستلزم
على الرجل فيها القرب منها والحنان أكثر
لا أن يناقشها وهي في هذه الحالة الصحية المنهكة ، والعكس بالعاستغفر الله
سادساً : محاولة تجديد الذكريات السعيدة ،
حتى تطغى على السلبي من الذكريات، والبعد عن نبش الأحداث المؤلمة والتي ربما تكون سبباً للتذكير بمواقف سيئة
سابعاً : الدلع والغنج ولو بلغتما سناً كبيرة . فالحب لا يعرف صغيراً وكبيرا
ثامناً : خلق جو من الرومانسية داخل المنزل والبساطة في كل شيء
وعدم التدقيق في التقصير الناتج من أي طرف
وكذلك الحرص على عدم ترك ما اعتدتما وما رسمتماه في أول المشوار من ( إستايل خاص بكما )
وكم هو جميل الاستمرار على نهج وعادة كنتما تمارسانها ،، وهذا كفيل بأن يطرد هذا الفتور أيها الحبيب
تاسعاً: طاعة الرب وحفظ الحقوق والواجبات .
عاشراً : طرد الوساوس والشكوك والبعد كل البعد عن مزالق الشيطان
في الختام يا عزيزي هذه بعض النقاط التي جاد بها
فكري المتواضع وحسب ما آمنت به وتعلّمته من طبائع هذه النفس البشرية ،،
وليست محصور على تلك العشرة فقط بل ربما تزيد حسب الحياة المرسومة
لكنني حاولت أن أُلمّ بها من جميع الجوانب وباختصار شديد لا يفقدها حيويتها
وتمنياتي لكما بحبٍ دائم وسعادة لا تزول ،،
*****************
أحبتي هذه كانت من يوميات إشراقات المسافر المتناثرة
وهي هي كما وجدتها في دفتر اليوميات نقلتها لكم
وإن كان بها من أمور تستحق المناقشة أو التعقيب فلا مانع أن يكون في بريد الزوار خاصتي
ولكم تقديري بعدد النبضات وعدد خفقات الحب بين المحبين
ولكم وردة معطرة بعطري المفضل