كنا وأصبحنا
أتذكر وأنا صغير في المرحلة المتوسطة كنت أخاف من سابع جار في الحارة لأنه يضربني عندما أقوم بأي عمل فيه شقاوة
اليوم
الأخ يخاف أن يلوم ابن أخيه عندما يراه يقوم بعمل غير لائق لأنه يعلم بأن ذلك بغضب أخاه
كنا في ذلك الوقت ونحن صغار نخاف من المدرس
اليوم المدرس يخاف أن يقوم الطالب بضربه
كنا نخاف في السابق أن يمر الأسبوع دون أن نزور الجد والجدة والعم والخال
اليوم تمر الشهور ولا يخاف البعض من تأنيب الضمير لأنه لم ير أمه وأباه وهم معه في نفس المدينة أو القرية
كان الأب يخاف على أبنائه إذا تأخروا خارج المنزل
اليوم الأسر تخاف على أبنائها حتى وهم داخل المنزل مما قد يتابعونه من خلال الكمبيوتر
كان الفتى فيما مضى عندما يرغب في الزواج يخاف أن لا يجد بنت الحلال المناسبة
اليوم أصبحت الفتاة تخاف أن يمضي بها العمر لأنها قد لا تجد الرجل المناسب القادر على تحمل المسؤولية
كان البعض يخاف أن لا يستيقظ لصلاة الفجر
اليوم أصبحت بعض الزوجات تخاف أن لا يعود زوجها من السهرة إلا بعد الفجر
كانوا أهالينا يخافون علينا من أن ننام قبل أن نتعشى
اليوم أصبحنا نخاف على أبنائنا من السمنة وأمراضها
كنا نخاف من أن لا نحصل على مجموع يؤهلنا لدخول الجامعة
اليوم نخاف بأن لا يجد أبناؤنا قبولا في الجامعات
كان الشعراء يخافون من العذال والفراق
اليوم أصبحوا يخافون بأن لا تقبلهم اللجان في المسابقات الشعرية
كنا نخاف عند صدور الميزانية بأن لا تعتمد بعض المشاريع
اليوم أصبحنا نخاف بأن لا تنفد المشاريع المعتمدة
كنا في مجالسنا قديماً نخاف بأن لا تخرج من أحدنا كلمة عفوية طائشة
اليوم الخوف بأن لا تسمع كلمة تستفيد منها
منقـــــــــــــــــــــــــول